الجمعة، 18 أبريل 2014

نافذة على التاريخ السياسي للعراق المعاصر


نافذة

على التاريخ السياسي للعراق المعاصر

من الاحتلال البريطاني الى الاحتلال الامريكي

11/3/1917-9/4/2003 م

 


الباحث في التاريخ
محسن جبار العارضي

راجعه وقدم له
الدكتور محمود تركي اللهيبي




المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

لاشك ان الظروف الاستثنائية التي احاطت بالبلاد خلال وبعد العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية في 20/اذار/2003 والتداعيات التي تلت ذلك اعتباراً من سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003 والتي لازالت مستمرة الى الان. سوف تبقى مستمرة الى ان يتحقق الجلاء لجميع القوات الاجنبية وتنتزع السيادة ليعود العراق كما كان بعد ثورة الرابع عشر من تموز/1958 حراً مستقلاً.
        نعم انها ظروف استثنائية لانها من تداعيات الاحتلال وادت الى تدمير كل ما يرمز الى الدولة ناهيك عن البنى التحتية التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطنين اليومية. ولقد استطاع الاحتلال ان يستغل تلك الظروف لمصلحته الخاصة من خلال العمل المتواصل على تعميق النعرات القومية والطائفية والمذهبية التي ترتكز عليها سياسة (فرق تسد) لبعثرة الجهد الوطني وتدمير كل ما من شانه ان يقوي الوحدة الوطنية التي تعتبر شرطاً اساسياً لتحقيق المشروع الوطني، الذي يضع شعار "العراق اولاً" في مقدمة الاهداف التي يناضل من اجل تحقيقها الشعب العراقي وصولاً الى الاستقلال الناجز للعراق الموحد.
        عليه ومن هذا المنطلق كنت ادخل في حوارات مستمرة مع شرائح متعددة من المجتمع العراقي ذات خلفيات متنوعة (ثقافة وسياسة وقومية ودينية وطائفية ومذهبية) لمناقشة الوضع العام الذي يخيم على البلاد لكي اتعرف على مخططات واهداف تلك الشرائح وكذلك وجهة نظرها بالاحداث التي تمر بالبلاد والتي هي نتيجة طبيعية لوجود الاحتلال وتسلطه على مجريات الاحداث من دون ان يعطي ولو هامشاً بسيطاً للمؤسسات التي تشكلت بوجوده ونعني بها مجلس الحكم العراقي ومجلس الوزراء المرتبط به.
        ولا اخفي سراً اذا ما قلت ان تلك الحوارات الساخنة كانت في معظمها تنتهي الى تقاطع الروئ بين المتحاورين بالرغم من ان الجميع يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. لذلك كان بالامكان ان نقول بان العراقيين اختلفوا على الكثير ولكنهم توحدوا على الاهم وهو "العراق اولاً".
الذي اصبح هو النقطة الوحيدة المضيئة في نهاية النفق المظلم الذي ادخلنا فيه الطاغية نتيجة السياسات الطائشة التي اتبعها خلال الـ(35) عاماً من حكمه المنهار. ثم جاء الاحتلال ليزيد من تداعيات تلك السياسة ويجعلها قيوداً حاول ان يكبل بها الشعب العراقي لكي يستطيع ان يمرر الخطط والاهداف التي انما دخل البلاد من اجل تحقيقها.
ولكي تكون تلك الحوارات جهداً مفيداً غايته خدمة الوطن والامة حاولت ان اكتب في نهاية كل حوار موضوعاً استمزج فيه معظم الاراء ثم اعطي وجهة نظري في الاحداث واقدم المقترحات التي اعتقدها مناسبة للمرحلة التي يمر بها الوطن عسى ان يكون هذا الجهد واحداً من اللبنات التي يحتاجها الوطن في عملية اعادة البناء والاعمار الان وفي المستقبل ايماناً مني بان الكلمة الحرة والقلم الشريف وما ينتج عنهما من جهد فكري وثقافي يعتبر نوعاً من انواع المقاومة السلمية للاحتلال الاجنبي والذي لا يقل اهمية عن المقاومة الوطنية الشريفة التي هي حق من حقوق الشعوب المضطهدة" بل ويعد مكملاً لها وموضحاً لاهدافها بشرط ان يستوفي الاثنان الشروط الموضوعية الواجب توفرها لاحدهما او كلاهما ليكوّنا الاسلوب الناجح الواجب اتباعه لمقاومة الاحتلال وانتزاع حرية الوطن واستقلاله.
وقد توزعت محاور هذا الجهد المتواضع على ستة فصول:
الفصل الاول : "العراق بين تاريخين" ويتناول الفترة الزمنية الممتدة من 11/3/1917 وحتى 9/4/2003م وما تلا ذلك من تداعيات لا يمكن ان تنتهي الا برحيل المحتلين حيث تم توزيعها على خمسة مباحث:
- المبحث الاول: يمثل الفترة الزمنية الممتدة من 11/3/1917 وحتى 14/تموز /1958 حيث بدأ بالاحتلال ثم الانتداب الذي استمر لغاية العام 1932، عام توقيع المعاهدة العراقية البريطانية التي حصل بموجبها العراق على الاستقلال الشكلي ليدخل عصبة الامم المتحدة ويبقى كذلك تحت الحكم الملكي الدستوري الهاشمي حتى قيام ثورة الشعب والجيش يوم 14/تموز/1958م.
- اما المبحث الثاني: فيشمل الفترة الزمنية التي بدات من يوم 14/تموز/1958م حتى قيام الحركة الانقلابية في 8/شباط/1963 التي انهت العهد الجمهوري الاول الذي عرف بالعهد القاسمي.
- اما المبحث الثالث: فيشمل الفترة الزمنية الممتدة من 9/شباط/1963 وحتى 17/تموز/1968 بمرحلتين الاولى بدأت بتعاون البعث والرئيس عبــد السلام عارف و استمرت حتى قيام الحركة الانقلابية التي قادها عبد السلام عارف في 18/تشرين الثاني/1963 لتبدأ المرحلة الثانية التي تداول السلطة فيها كل من الرئيس عبد السلام عارف من 18/11/1963 وحتى 13/4/1966 يوم تحطمت الطائرة المروحية التي كان يستخدمها في سفرته الى محافظة البصرة اعقبه شقيقه الرئيس عبد الرحمن عارف ابتداءاً من 16/4/1966 وحتى 17/تموز/1968م وقد عرف بالعهد الجمهوري الثاني اوالعهد العارفي (لتولي الاخوين عارف رأس الهرم في العراق واحداً بعد الاخر).
-                    اما المبحث الرابع: ويشمل الفترة الزمنية التي بدات بصعود البعث الى السلطة في العراق مرة ثانية في 17/تموز/1968 واستمر حتى التاسع من نيسان عام 2003م (يوم انهيار الطاغية وحكم البعث) الذي استمر (35) عاماً حيث توزعت على مرحلتين الاولى بدات يوم 17/تموز/1968 وانتهت يوم 16/تموز/1979 والتي عرفت بالعهد البكري نسبة الى الرئيس احمد حسن البكر الذي كان وقتئذ على رأس الهرم في العراق اما المرحلة الثانية فقد بدات من يوم 16/7/1979 واستمرت حتى سقوط الطاغية في 9/4/2003م وقد عرفت بالعهد الصدامي الذي تميز بوجود صدام حسين على رأس الهرم في العراق.
-                      اما المبحث الخامس: فقد تناول الفترة التي اعقبت انهيار الطاغية وبداية الاحتلال والتداعيات التي رافقت ذلك ويبدو ومن مجريات الاحداث انها سوف تبقى مستمرة الى ان يرحل المحتلون ويستعيد العراق حريته واستقلاله وقد عرفت هذه الفترة بمرحلة الحكم الانتقالي.
الفصل الثاني: "الواقع السياسي في العراق المعاصر" الذي يتناول الحركة السياسية في الساحة العراقية من خلال ثلاث مباحث:
-الاول:  يبحث في الخارطة السياسية للعراق بين احتلالين الاحتلال البريطاني للعراق  في 11/اذار/1917 والاحتلال الامريكي في 9/4/2003م حيث كانت الفترة الزمنية المحصورة بين الاحتلالين تشمل ثلاثة عهود توزعت كالاتي: عهد الانتداب، عهد الاستقلال الوطني الشكلي، العهد الجمهوري.
- اما المبحث الثاني : فقد تناول تجربة العمل المسلح في العراق من خلال الحديث عن:
v      حسن سريع وقيادته لانتفاضة البيرية المسلحة في معسكر الرشيد بتاريخ 3/7/1963م.
v      خالد احمد زكي وقيادته لتجربة الكفاح الشعبي المسلح في اهوار الجنوب بتاريخ 28/9/1967.
- اما المبحث الثالث: الذي يحمل اسم (اطياف ومكونات الساحة السياسية العراقية بعد الاحتلال. من السرية والمهجر الى العلنية على ارض الوطن) والذي تناول ومن خلال الجهد الميداني احصاء اكبر عدد ممكن من الاحزاب والحركات والجمعيات السياسية التي ظهرت في الساحة السياسية العراقية بعد الاحتلال والتداعيات التي افرزتها تلك الظاهرة على الجهد الوطني الذي لا يمكن ان ينهض بالمشروع الوطني مع هذا التشرذم الذي يخدم في النهاية الهدف الاستراتيجي لدولتي الاحتلال.
الفصل الثالث: "العراق والطاغية" ويتناول جانبين:
-         ماذا حل بالعراق اثناء حكم الطاغية وبعد سقوطه؟
-          بماذا يفكر العراقيون بعد سقوط الطاغية؟
والذي توزعت محاوره على خمسة مباحث:
- المبحث الاول: يتناول سياسة النظام المنهار تجاه الاحزاب السياسية التي كانت قائمة غداة استلامه السلطة يوم 17/تموز/1968.
- اما المبحث الثاني: فقد تناول السياسة الاقتصادية التي كان يروج لها النظام المنهار.
- بينما تناول المبحث الثالث: الايام التي سبقت بدء العمليات العسكرية الامريكية يوم 20/اذار/2003م.
- اما المبحث الرابع: فقد اعطى وصفاً دقيقاً للوضع النفسي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والامني الذي احاط بالعراقيين بعد التاسع من نيسان 2003م.
- لينتهي الفصل بالمبحث الخامس: الذي حاول ان يؤشر الطرق الكفيلة الواجب اتباعها من اجل المحافظة على كرامة البلد واستقلاله ووحدته الاقليمية.
الفصل الرابع: "العراق الى اين" ويتناول هذا الفصل من خلال المباحث الخمسة التي يتكون منها العناوين التالية: نحن وسلطة الاحتلال (الجانب الامني)، الجانب الاقتصادي، الجانب السياسي، نحن والارهاب، الجانب الاجتماعي و الثقافي.
الفصل الخامس:" العراقيون وتحديات المرحلة الراهنة" وقد تناول من خلال اربعة مباحث الموضوعات التالية: دور الوحدة الوطنية في تحقيق المهمات الوطنية الانية والمستقبلية، اهمية تلبية الحاجات الاساسية للمواطنين ودورها في تحقيق الامن والاستقرار واعادة الاعمار، الدستور الدائم وترسيخ الديمقراطية، اعادة بناء المجتمع الجديد وما يتطلبه ذلك من تشكيل لجنة وطنية لاعادة كتابة المناهج الدراسية.
الفصل السادس: وقد تناول قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية للوقوف على التجاذبات التي حصلت بين الارادة الوطنية وهيمنة الاحتلال.
ارجو ان يوفقني الله لما فيه الخير للجميع.

30/حزيران/2004م           الباحث/ محسن جبار العارضي

---------------------------------------------------------
 الكتاب كاملاً بصيغة ملف pdf 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق